الجمعة 26 أبريل 2024

ديمقراطية الهجالات

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

لم أسترح يوما لكل المقولات المنتشية بنجاح النموذج الديمقراطي التونسي.. وكنت على يقين تام حتى بعد تلك التمثيلية لانتخاب قيس سعيد.. أن اللطمة ستكون مؤلمة على الوجه.. وأن تونس لا يمكنها أن تقود تجربة ديمقراطية ناجحة وسط الخراب العربي.. لأن قرار منع العرب من الديمقراطية هو قرار دولي تتحكم فيه القوى العظمى، وقد بدأت تتكشف معالم تلك الانتكاسة منذ سنوات طويلة غير أن ما حصل البارحة في قصر قرطاج لم يكن أكثر من إعادة تونس إلى حظيرة البقر العربية.. لقد كانت قرارات الرئيس سعيد بأن يجمع في جعبته من خارج الدستور صلاحيات الأجهزة التنفيذية والتشريعية وحتى القضائية بالطريقة نفسها التي فعلها السيسي في مصر وتلك التي كان يفعلها القذافي وبن علي.. تعلن ببساطة عن استكمال الثورة المضادة دورتها ضد آمال وأحلام من فجروا الربيع العربي، فقط لأجل هدف واحد وكبير يقول بالمختصر المفيد، أنتم العرب لستم أهلا للديمقراطية ولن نسمح لكم بذلك أبدا.

الفايدة:

كان واضحا من تحركات المدعوة عبير موسى، ومثيلاتها من هجالات السياسة والبوليتيك في تونس، أننا نمضي إلى هذا المصير الأسود، فلقد كانت أموال الخمارات تحرك المومسات لشتم حفظة القرآن الكريم داخل حرم البرلمان، وما كان على الشرفاء إلا أن يتحملوا تلك السفالات حتى لا يقال عنهم أنهم ضد حرية التعبير، وهذه هي النتيجة.

والحاصول:

بانتهاء التجربة التونسية إلى هذا المستوى من النكوص، يكون علينا كجزائريين أن نأخذ مجددا العبرة والدروس الإضافية مما قد ضيعناه بحكم الحماسة والاندفاع ناحية إسقاط النظام من دون بدائل متوفرة، وناحية إقامة ديمقراطية على الطريقة السويدية في ظل هيمنة عقلية هجالات السياسة وسطوة المال الوسخ وقدرة ذئاب الخارج على العبث بوعينا.. إنه درس آخر حتى لا نرتمي في أحضان المجهول.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top