الجمعة 19 أبريل 2024

أولاد ديغول

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

استغربت شخصيا من حجم الصدمة الشعبية حيال تصريحات العجوز الأخضر الإبراهبمي لصحيفة لوموند والتي أكد فيها أن استقلال الجزائر كان (هدية فرنسبة) وليس بفعل ثورة عظيمة دفع فيها الشعب مليونا ونصف مليون شهيد.. والسبب أن ما قاله الإبراهيمي اليوم في زلة لسان أو محاولة أخيرة قبل الموت للشيتة لأولياء نعمته في أمريكا وفرنسا.. ظل يقولها ويكررها الكثيرون في أحاديثهم الخاصة والجانبية . كنت أسمع مثل هذا الكلام من كثيرين ومن ذوي مستويات مختلفة لفئة ميزت نفسها عن الشعب دائما وكان ولاؤها الثقافي فرنسيا بحتا.. لقد كانوا يقولون إن ديغول هو من أعطانا الاستقلال وعلينا أن نترحم عليه.. وإن ثورة نوفمبر ومبادئ نوفمبر مجرد دعاية أفلانية مضحكة.. وللأسف فقد ظلت فرنسا تنتقي نخبها من بين هؤلاء العملاء لتدسهم في دواليب الحكم لخدمة مصالحها.

الفايدة :

ليس الأخضر الإبراهيمي الذي كان وزير خارجية الجزائر وممثلا للدولة في المحافل الدولية سوى عينة صغيرة من هذا اللوبي الخطير الذي ينخر جسد الدولة الجزائرية من الداخل .. لأن أمثال الإبراهيمي متواجدون في كل مكان لتكسير مشروع النهضة الوطنية من الداخل وهم سبب كل مآسي الجزائر وإخفاقاتها غير المفهومة.

والحاصول :

يكفي أن نذكر بتصريح واحد لوزير خارجية الجزائر الأسبق مراد مدلسي في شهر ديسمبر 2011 أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفرنسي الذي قال فيه ” لو كان للتاريخ منحى آخر لكانت الجزائر عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي”

أي لكانت جزء من فرنسا .. لنفهم أن أولاد ديغول ما زالوا بيننا وأن زرّيعة فرنسا التي غرستها في هذه الأرض بعد خروجها.. هي من تصنع لنا كل هذا الخراب الكبير الذي نشاهده ولا ندرك أسبابه.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top