الجمعة 26 أبريل 2024

“إنزال ” على مخابر التحاليل للكشف عن كورونا رغم ارتفاع الأسعار

ⓒ كورونا2

تشهد العديد من المخابر الخاصة بإجراء التحاليل للكشف عن كورونا كوفيد 19 هذه الأيام” إنزالا بشريا” من أجل تحاليل الكشف عن الكورونا، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعا “مخيفا” في عدد الإصابات بالفيروس، ما جعل مسؤولي هذه المخابر يؤكدون صعوبة وبعض الأحيان استحالة تلبية الطلب على إجراء التحاليل في ظل نقص الإمكانيات واستغراق مدة أطول من أجل تجهيز هذه التحاليل.

وأدى الارتفاع المخيف في عدد الإصابات بفيروس كورونا كوفيد 19 بالجزائر في الفترة الأخيرة، التي تعدى فيها عتبة الألف إصابة يوميا، إلى زيادة معدل الخوف والقلق لدى عامة المواطنين من احتمال إصابتهم بعدوى الوباء، خاصة أمام ظهور بعض الأعراض على غرار الحمى أو حتى السعال في الوقت الذي نفى الأطباء وجود أنفلونزا موسمية بفصل الصيف، ما يرجح أن كل من يملك آية أعراض فهو مصاب بالكورونا حتى يثبت العكس.

ودفعت هذه الوضعية والحالة الصعبة التي تعيشها البلاد العديد من الجزائريين إلى التهافت على المخابر الخاصة لإجراء التحاليل من أجل قطع الشك باليقين، خاصة أمام ارتفاع معدل الخوف والقلق وحتى الوسواس بانتقال العدوى لهم، ما جعل هذه المخابر تستنفر من أجل تلبية الطلب المتزايد على إجراء التحاليل.

كل الأعراض كوفيد حتى “يثبت العكس”

وأجمع المختصون والخبراء على أن كل الأعراض التي تصيب المواطنين فهي كورونا كوفيد 19 حتى يثبت العكس، وذلك بإجراء التحاليل المخبرية، وهو ما جعل عديد الجزائريين يتوافدون إلى مخابر التحاليل لإجراء فحص الكشف عن كورونا، ومنذ بداية الساعات الأولى من صباح كل يوم يصطف عشرات الجزائريين على مستوى المخابر المتواجدة بساحة البريد المركزي-على سبيل المثال لا الحصر-، من أجل إجراء كشف الكورونا وهذا ما وقفت إليه “الإخبارية” خلال جولة استطلاعية لبعض مخابر التحاليل.

ويأتي هذا التهافت على المخابر الخاصة للكشف عن فيروس كورونا، بعد ارتفاع معدل الإصابات، حيث تعرف هذه المخابر توافد العشرات من الأشخاص الذين يملكون أعراضا يرجح أن تكون كورونا، وحتى من الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض، بسبب حالة الخوف والذعر التي يعيشها هؤلاء من أن يكونوا أصيبوا بعدوى الفيروس القاتل، بحسب ما أكدته مصادر طبية لها علاقة بالمخابر الخاصة المشرفة على إجراء التحاليل الخاصة بفيروس كوفيد 19 لـ” الإخبارية ” على مستوى أحد مخابر التحليل بساحة البريد المركزي.

وأضافت مصادرنا، أن أصحاب مخابر التحاليل الطبية الخاصة بالعاصمة يواجهون هذه الأيام ضغطا كبيرا بسبب ارتفاع معدل الإقبال عليها في الفترة الأخيرة أين وصل عدد الإصابات بالفيروس أزيد من الألف يوميا، مشيرا إلى أن الشعور بالخوف من الإصابة بوباء كورونا أدى إلى زيادة عدد المقبلين على إجراء تحليل الدم، مفسرا الزيادة المسجلة بحالة والقلق الخوف من الإصابة بالفيروس.
وفي السياق، أضافت المصادر ذاتها، ” أن أصحاب هذه المخابر الخاصة يستقبلون يوميا العشرات من المواطنين الذين يطالبون إجراء الكشف عن الفيروس ومنهم المصابون بالسعال أو الحمى قصدوا المكان فقط للاطمئنان على خلوهم من الفيروس، مشيرا إلى أن هذا نتيجة الخوف والقلق من احتمال إصابتهم بالعدوى، فيما هناك بعض الأشخاص يتوجهون للمخبر وهم غير مرضى، مؤكدا، أن الدافع وراء ذلك هو أسباب نفسية في مقدمتها الشك والخوف من الفيروس، إلا أنهم يضطرون إلى إخضاعهم للفحص بطلب منهم لمجرد رغبتهم للاطمئنان على أنفسهم بعد ظهور أعراض .

مطالب بتخفيض الأسعار وأزيد من 80 بالمائة من النتائج “إيجابية”

وفي السياق، أكدت المصادر ذاتها أن ما يزيد عن 80 بالمائة من نتائج التحاليل التي تجرى على مستوى المخابر نتائجها إيجابية، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين، أين شهدت الجزائر ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات تعدى عتبة الألف.

وبخصوص المطالب التي رفعها العديد من الجزائريين في الفترة الأخيرة بعد انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع أسعار العديد من المواد الضرورية، والمتعلق بتخفيض أسعار إجراء التحاليل الطبية، أكدت مصادرنا أن الأسعار مرتبطة بالخدمة المقدمة للمواطن، نافيا أن تكون الأسعار مرتفعة بل آن أغلبية المخابر تجري التحاليل بأسعار ملائمة-على حد تعبير المصادر ذاتها-.

ووجه العديد من الجزائريين نداء إلى السلطات المختصة بضرورة تخفيض أسعار إجراء التحاليل، خاصة ما تعلق بتحاليل “بي سي ار”، وتعميم الفحص للجميع باعتبار أن العديد من الجزائريين مصابون بالعدوى، التي تتسبب فيها الموجة الثالثة والمتحور دالتا، وأوضح بعض المواطنين، أن الأسعار مرتفعة بمخابر التحاليل، مابين 1700دج و2000دج إلى غاية 3500دج وهو ما لا يستطيع المواطن دفعه في ظل انخفاض القدرة الشرائية.

وتضيف مصادرنا، أن الضغط على المخابر هذه الأيام ولد قلقا واضطرابا عند العديد من المواطنين الذين يرفضون الانتظار لبعض الوقت أو الساعات من أجل سحب نتائج التحاليل، مرجعا السبب إلى أن المخابر تشتكي نقص الإمكانيات وكذا اليد العاملة خاصة وأن العديد من العمال أحيلوا إلى العطلة المرضية بسبب إصابتهم بالفيروس، ما جعل النقص في الموظفين يقابله الطلب المتزايد على إجراء التحاليل.

دكتورة توضح بخصوص حالات إجراء تحليل “انتيجينيك” الذي يتهافت عليه الجزائريون

جددت، الدكتورة هدى بوكرب، مختصة في بيولوجيا الدم، التأكيد على أن تحليل “انتجينيك” الخاص بالأنف، الذي يطلب العديد من المواطنين إجراءه بمخابر التحاليل، يفضل إجراؤه في هذه الحالات التي تظهر فيها جملة من الإعراض ، قائلة” في حالة كنت تملك هذه الأعراض المتمثلة في التعب الشديد، فقدان حاسة الشم، حاسة الذوق، الإرهاق، آلام في أسفل الظهر، السعال، فيجب التوجه مباشرة لإجراء هذا التحليل السالف الذكر، أما إذا لم يكن المريض يملك تلك الأعراض فلا داعي لإجراء هذا التحليل لأنه سيكون سلبيا “.

وأوضحت الدكتورة ذاتها العاملة بمخبر لإجراء التحاليل بالعاصمة، أن هذه الأعراض إذا كانت عند المريض لمدة أسبوع، وجب إجراء هذا التحليل، داعية إلى عدم إجراء التحليل من أجل قطع الشك باليقين، وهو ما يقوم به العديد من الجزائريين، باعتبار أنه لابد من عزل الشخص في حال شكه باحتمال إصابته بالفيروس، وتحليل الدم يفضل أن يكون بعد 10 أو 15 يوما بعد المرض”.

وشددت الدكتورة ذاتها، على “ضرورة التلقيح خاصة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن من أجل التخفيف من مضاعفات الفيروس”، داعية إلى “ضرورة التقيد الصارم يكل الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء كوفيد 19”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top