الأربعاء 08 مايو 2024

الموقف من المخزن

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

يشهد الله أنني لم أكن من دعاة التصعيد مع المغرب الذي كنا نعتبره دائما شقيقا، كما يشهد الله أن الدولة الجزائرية نفسها، رغم خلافاتها المعهودة مع المخزن، لم يكن عداؤها سافرا له، بدليل أن الدولة والشعب الجزائريين وقفا صفا واحدا إلى جانب المغرب في سعيه لتنظيم منافسة كأس العالم، وقد أدرك المغاربة أنفسهم وقتها تلك الروح الجزائرية المتسامحة والخيّرة، غير أن التحول الكبير مؤخرا في سياسة المخزن، خاصة في تطبيعه الفج مع الصهاينة والتآمر معه على الجزائر، ومساندته العلنية في الأمم المتحدة لوهم “استقلال القبائل”، ودعمه الصريح للحركات الإرهابية الناشطة في الجزائر وعلى رأسها الماك، قد أسقط عن كواهلنا أي حرج في دعم الموقف الجزائري الرسمي، بكل صراحة ووضوح وقوة، أما الذين اختاروا من الجزائريين الوقوف مع المخازنية ضد وطنهم، أو حاولوا التبرير لهم، فإنهم بلا شك مع صف الصهاينة ومخططاتهم في المنطقة، لا يفرقهم عنهم غير الجنسية وادعاءات الانتماء الزائفة لهذه الأرض الطيبة.

الفايدة :

أن الحمقى والمغفلين حتى لا أقول الخونة والمتآمرين، هم فقط من لا يريدون الاقتناع بالمبررات الجزائرية التي سردها وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وأن بلادي وإن جارت علي عزيزة، بغض النظر عن الموقف من السلطة القائمة، فلقد كان سردا واضحا ومفصلا ودقيقا، عن تاريخ المؤامرات والدسائس التي ازدادت حدة وفجورا في الآونة الأخيرة، ولم يكن هنالك من سبيل إلا هذا الرد السيادي الصارم.

والحاصول:

على المتباكين على مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية من الجزائريين وحتى الإخوة العرب، أن يوجهوا جهودهم ناحية المخزن لردعه عن سياسة الاحتماء بالصهاينة والوقوع في أحضانهم، تمهيدا لتحويل المغرب إلى قاعدة أمامية لهذا الكيان الغاصب في كامل المغرب العربي وشمال إفريقيا، أما غير ذلك من الخزعبلات التي يطرحها المتمسكنون بحكايات حق الجيرة والأخوة، فلم تعد تنطلي على الدولة والشعب في الجزائر، وما على هؤلاء إلا توفير دموع التماسيح التي يذرفونها لأنفسهم.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top