الجمعة 29 مارس 2024

الوعي إلى الضفة الأخرى

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

المبادرة الشجاعة التي أقدم عليها القيادي في الأفافاس سمير بوعكوير برفضه لما يسمى بالراية الأمازيغية التي أكد أنها من تصميم الأكاديمية البربرية بباريس، وبضغط من المؤتمر الأمازيغي العالمي المشبوه، تحتاج إلى تثمين كبير باعتبارها أولى المحاولات الجادة للخروج من دائرة القطيع، والدخول في دائرة التفكير الإيجابي بحرية وعقلانية ووطنية، بعيدا عن الشوفينية التي صنعتها وكرستها دوائر معروفة بولائها لفرنسا ومخططاتها في الجزائر، بما يعني أن حادثة جمال بن سماعيل بدأت تتفاعل داخل العقل الأمازيغي الحر، لتطرح أسئلة جوهرية لم تكن لتجٍرؤ على طرحها من قبل، وعلى رأسها : ما هو الهدف من هذه الراية إن لم يكن تجاوز راية الشهداء، وتجاوز حتى الجزائر بحدودها المعروفة كدولة قومية إلى كيان وهمي عابر للحدود تتحكم فيه الإثنيات العصبية.

الفايدة :

أسقطت دماء جمال بن سماعيل راية الماك من العقول والقلوب وحتى من الشوارع بعدما تحركت السلطات الأمنية لنزعها باعتبارها راية إرهابية مهددة للوحدة الوطنية، لكن الأهم من ذلك أنها فتحت أبواب التفكير في ما يسمى بالراية الأمازيغية بين أنصار هذا الطرح أنفسهم، وفي مدلولاتها وأهدافها الخفية والعلنية، وهذا تطور مهم في حد ذاته وجب تثمينه والدفع به لكي يتسع أكثر.

والحاصول:

إنه من المهم أن نسمع اليوم قياديا من حزب كبير مثل الأفافاس، وليس مناضلا في الأفلان أو حزب حمس أو حتى في حزب نعيمة صالحي أو حزب البعث العربي في الجزائر، يقول بكل صراحة ووضوح ” إن المؤتمر الأمازيغي العالمي ليس سوى حصان طروادة في يد القوى النيوليبرالية العالمية، وإن هذا العلم المسمى بالعلم الأمازيغي “ليس سوى كيان وهمي هدفه نكران الجزائر والدولة القومية”، هذا يعني أن دماء جمال لم تذهب هدرا، وأن نضالات الشرفاء بدأت تؤتي أكلها، وأن الوعي بالمؤامرة التي تقودها الصهيونية العالمية انتقل إلى الضفة الأخرى، بكل ما يحمله ذلك من معان كبيرة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top