الخميس 28 مارس 2024

ثورات غير محسوبة

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

كان الجزائريون وهم يخرجون في حراكهم الاصيل في بداياته.. يطمحون جميعا الى هدفين رئيسيين. الاول تحقيق قدر معقول من الحريات الفردية والسياسية بغرض تحرير الطاقات الابداعية في شتى المجالات.. والثاني تحسين مستوى المعيشة وتحقيق حد مقبول من الرفاهية والتقدم. لكن بعد مرور قرابة الثلاث سنوات من احلام اليقظة الجماعية تلك. .ورغم ذهاب عصابة بوتفليقة التي ثار الشعب ضدها.. استيقظنا جميعا على كابوس مزعج ومعاكس تماما لتلك الاهداف البسيطة .. حيث تراجع مستوى الحريات السياسية والاعلامية كثيرا عما كان عليه قبل ثلاث سنوات.. وتراحع بشكل اكبر وغير مسبوق المستوى المعيشي للفرد الجزائري الذي لم يعد عاجزا فقط عن شراء سيارة جديدة او حتى قديمة .. ولا شراء مواد البناء كالحديد لبناء سكن جديد بل صار عاجزا حتى عن توفير العدس والحمص لعائلته .

الفايدة :

ان الثورات الفوضوية غير المحسوبة وغير الواعية تنتهي دائما الى الخراب .. حصل ذلك في سوريا وليبيا واليمن والسودان ومصر وغيرها من البلدان العربية.. وكلما كانت الثورة أكثر راديكالية كلما كانت الفاتورة أعلى وأكبر.. بدليل أن تلك الشعوب المقهورة تحن اليوم جميعا الى ايام مبارك وزين العابدين بن علي والقذافي وعلي عبد الله صالح وعمر البشير..

والحاصول

الحمد لله أن حراك الشعب الجزائري لم يتطور الى مواجهات مع الدولة ولا إلى الدخول في المراحل الانتقالية كما كان يخطط البعض. والا لكنا اليوم لا نشتكي فقط من غلاء المعيشة ومشكلات الخبز والحرية المعروفة .. وانما كنا امام مشكلات اخطر تتمحور حول تحويل الجزائريين الى لاجئين داخل البلاد وخارجها .. وحول المخيمات التي يسكنونها .. وكيفية نزع سلاح الميليشيات المتقاتلة وكيفية بناء جيش وطني يوفر الامن والامان والوحدة الترابية للوطن المستباح من المرتزقة من مختلف الجنسيات.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top