الخميس 28 مارس 2024

حرب نفسية !!!…

ⓒ ibrahim-karali
كاتب صحافي

عندما هرب الفلسطينيون الأسرى الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي المحصن، سرت الإشاعة مثل النار في الهشيم حيث قيل إن قوات جيش الاحتلال الصهيوني هي التي ساعدتهم على الهروب من السجن وذلك بتواطؤ حراس السجن، وقد وصل الأمر إلى حد القول إن من بين الهاربين أحد الجواسيس زرعته إسرائيل من أجل اختراق المقاومة الفلسطينية !.

لكن ما إن ألقت قوات الاحتلال الصهيوني على أربعة من الأسرى الهاربين من السجن بعد بضعة أيام، عادت الإشاعة مرة أخرى ليقول أصحابها إن المواطنين الفلسطينيين هم الذين قاموا بالتبليغ عنهم لدى قوات الاحتلال فتمكنت من القبض عليهم، وقد صدق الكثير من الناس حكاية التبليغ عن الأسرى حتى قال بعضهم بإعدام الخونة، مثلما صدق الكثير من الناس تسهيل عملية الهروب. ولعل الهدف من كل ذلك أو من تلك الإشاعات التي يعرف العدو الصهيوني كيف يوجهها في الوقت المناسب، هو تحطيم معنويات المقاومة الفلسطينية في الدرجة الأولى، وفي الدرجة الثانية عزل المقاومة عن الشعب، وذلك من خلال زرع الشك بين المقاومين وبين المواطنين، بل زرع الشك حتى بين المقاومين فيما بينهم وحتى بين المواطنين فيما بينهم، حيث لم يعد أحد يثق في أحد !!..

إن من يعرف أساليب الدعاية الصهيونية لا يستغرب من ترويج مثل هذه الإشاعات؛ فالحرب هي حرب نفسية بالدرجة الأولى، والإدارة الصهيونية تتقن جيدا هذه الحرب القذرة أكثر مما تتقن الحرب العسكرية، أرأيتم كيف يتم التلاعب بالرأي العام، من مقاومين باسلين أو مخترقين إلى مواطنين خائنين أو عملاء، وفي خضم هذه الحرب النفسية تضيع القضية !!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top