ضبابية الموقف الجزائري الرسمي مما جرى في تونس.. انعكس على موقف الجزائريين على وسائط التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض.. والحقيقة أن الأمر لا يحتاج إلى كثير من الدهاء لفهم ما يجري.. إذ يكفي متابعة الفرحة العارمة في وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية التي هللت لقرارات قيس سعيد لنفهم أن ما يجري في تونس لا يبشر بخير .. وبغض النظر عن تسمياتنا لما جرى بكونه انقلابا أو نصف انقلاب أو انتكاسة أو تراجعا أو ما شئتم من المصطلحات.. إلا أن المؤكد هو أن تونس تسير إلى الوراء من حيث الفعل الديمقراطي.. وأن التحدي الأكبر اليوم هو أن يفوت التوانسة الشرفاء بمن فيهم حركة النهضة نفسها الفرصة على الخلاطين والمتآمرين لإسقاط تونس في دوامة العنف .. والعمل بحكمة لاستعادة المؤسسات التونسية للشرعية والعمل بالدستور.

الفايدة :

على النهضة أن تأخذ دروس الفيس بالجزائر في تسعينات القرن الماضي والإخوان في مصر عام 2013. بعين الاعتبار. وأن تبقى في دائرة العمل السلمي برجاحة فكر الغنوشي حتى لا تقع في خطة شيطنة الحركة التي تستهدف إدراجها ضمن دائرة الحركات الإرهابية.

والحاصول :

لقد تخلصت النهضة بقرارات قيس سعيد من حمل ثقيل جدا كان يمكن أن يعصف بها شعبيا أكثر مما هو حاصل اليوم.. وسيكون على قيس سعيد المنتشي اليوم بوقوف الجيش إلى جانبه أن يتحمل خراب تونس الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والصحي لوحده.. وتلك مهمة في غاية الصعوبة قد تعصف في حال الفشل في حلها بمستقبله السياسي بشكل كامل.