الخميس 28 مارس 2024

عودة الدبلوماسية

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

من الواضح أن حراكا دبلوماسيا في الجزائر خلف الحراك الشعبي المتوقف.. وأن ما قام به بوقادوم يجد صداه اليوم في تحركات لعمامرة في اتجاهات مختلفة.. لقد أصبحت الجزائر منذ سنوات طويلة من الغياب والعزلة.. محط الأنظار والأخبار.. بداية من القرن الإفريقي ومشكلة سد النهضة إلى غاية منطقة الساحل والصحراء .. وبالنتيجة المغرب الذي أراد الاستقواء بأمريكا وإسرائيل يتوسل المصالحة بإشارة من أمريكا.. وحفتر الذي كان يتعنتر قبل أيام جاءته الأوامر بالانسحاب وعدم الاقتراب من حدود الجزائر.. والدور الجزائري في أحداث تونس الأخيرة يمنع سقوط هذه الاخيرة في (الكاتالوج) المصري.. وأمريكا لا تجد بدا أمام قوة الجزائر في منطقة الساحل بعد أن فشل “بارخان” الفرنسي.. بينما ترحب إثيوبيا والسودان بالجزائر وسيطا موثوقا.. في مقابل تحفظ مصري خوفا على مكانتها الإقليمية التي يبدو أن الجزائر تنتزعها الآن من القاهرة.

الفايدة :

إن الجزائر البوم تعود بقوة للساحة الدولية بعد أن أدركت أن عزلتها التي كانت في زمن العصابة التي انشغلت بالسرقة على مصلحة البلاد.. قد تسببت لها في إشعال كل محيطها الجغرافي .. وتحوله إلى قنبلة موقوتة على طول الحدود وفي جميع الاتجاهات .

والحاصول :

إن سياسة العزلة والانزواء التي عاشتها بلادنا في الماضي يجب أن تنتهي.. لأن الدفاع عن مصالح الوطن تبدأ من خارج الحدود قبل أن تصل الحرائق إلى الداخل.. ولعل هذا هو بالضبط الذي دفع صاحب القرار إلى تعديل أحد الثوابت الدستورية عندنا والسماح لأول مرة بإمكانية خروج الجيش خارج الحدود .. ليكون في حال الضرورة جنبا إلى جنب مع دبلوماسية إقليمية حيوية لضمان حماية البلاد من جميع الأخطار وضمان مصالحها الاستراتيجية في دول الجوار بل وفي إفريقيا كلها باعتبار أن الجزائر بقوتها ومساحتها الرقم الصعب فيها.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top