الجمعة 19 أبريل 2024

عين على “الوقاية” وأخرى على “كبح” الكورونا…الجزائريون يتهافتون على التلقيح

ⓒ 215409478_571933650883611_4893680308036006691_n

أدى الارتفاع ” المرعب” في عدد الإصابات بفيروس كورونا كوفيد 19، والمستجدات الأخيرة التي عرفها الوباء بالجزائر، إلى” رعب كبير” في وسط الجزائريين بمختلف الشرائح والأعمار، وزاد من خوفهم، ما تشهده الجارة تونس الشقيقة من تدهور للوضع الوبائي وارتفاع كبير في عدد الوفيات، مما جعل المواطنين في غالبيتهم يعيدون النظر في التلقيح لحماية أنفسهم وأهاليهم وأحبابهم من شراسة الوباء، ويتابع الجزائريون في الفترة الأخيرة دقيقة بدقيقة المستجدات الأخيرة التي يشهدها المنحنى التصاعدي الرهيب للكورونا، وتجسد ذلك من خلال المتابعة والاهتمام بالوضع الصحي بالبلاد سواء على ارض الواقع أو حتى منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، ساهم الخوف والرعب من الإصابة بالفيروس “الشرس” المستجد في تغيير نظرة الجزائريين ولو “نسبيا” في عملية التلقيح، وهذا ما وقفت عليه ” الإخبارية” خلال جولة استطلاعية قامت بها في فضاءات التلقيح على مستوى بعض بلديات العاصمة، ونقلت بالصور ” الإقبال” الكبير على فضاءات التلقيح وتحدثت لبعض المواطنين، ونقلت ذلك من خلال هذا الروبرتاج.

>من الكتاني إلى ساحة أول ماي مرورا بساحة الشهداء، التلقيح “ينادي”…

متابعة للمستجدات الأخيرة التي يشهدها الوضع الوبائي بالجزائر، أمام الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات بالبلاد، ارتأت ” الإخبارية” أن تنتقل لفضاءات التلقيح ببعض بلديات الجزائر العاصمة، وذلك لنقل مشاهد وصور الإقبال الكبير على التلقيح خوفا من الإصابة بالكورونا، وضمن الوقوف عند استجابة المواطنين للحملة الواسعة التي أطلقتها الدولة بشعار” التلقيح حماية لنا” .

وكانت الساعة الثامنة صباحا عندما أنتقلنا لفضاء التلقيح المتواجد بساحة الكتاني ببلدية باب الوادي، أين وقفنا إلى عدد هائل من المواطنين الذين توافدوا إليها من مختلف أحياء البلدية وحتى المجاورة منها على غرار، بولوغين، زغارة وغيرها، بهدف التلقيح، دخلنا الفضاء ليتم مباشرة منحنها الرقم المخصص لنا و لكل شخص يرغب في التلقيح وتفاجئنا لوصول العدد إلى 278 بالرغم من أننا كنا في الساعات الأولى من صباح اليوم، ما يجسد الاقبال الكبير للمواطنين على التلقيح في الفترة الاخيرة.

والصورة التي كانت هناك، حتى وان أردنا وصفها ونقلها، فلن نتمكن من ذلك، وهذا بالنظر للإعداد الكبيرة من الجزائريين الذين توافدوا على الفضاء من أجل التطعيم، حيث يتم التطعيم عن طريق منح رقم خاص لكل فرد، ينتظر إلى غاية حلول دوره، وأعلمت” الإخبارية” بدورها الذي سيكون في حدود الساعة السادسة من نهار اليوم على أساس أنها ستستفيد من عملية التطعيم.

وانتقلنا وبعد حديث مطول مع المواطنين والمسؤولون بالفضاء إلى ساحة الشهداء ببلدية القصبة، أين تم تنصيب فضاء أخر تشرف عليه المؤسسة العمومية للصحة الجوارية القبة العناصر، الصورة نفسها مثل سابقاتها، الإقبال كان كبير والموجة الثالثة تدفع المواطنين إلى التوجه للتطعيم من أجل الوقاية من “شراسة” الفيروس، حسب ما أكده المواطنين في تصريحاتهم ل” الإخبارية”.

وجهتنا الثالثة كانت ساحة أول ماي بالعاصمة، أين دخلنا الفضاء المخصص للتطعيم، الصورة لم تختلف كثيرا عن ساحة الشهداء وباب الوادي، حيث رسم الجزائريون صورة كبيرة عن الوعي بحجم المسؤولية وخطورة الوضع الحالي جراء تفاقم الوضع الوبائي، لاسيما أمام الارتفاع المقلق في عدد الإصابات بالفيروس في الفترة الأخيرة وكذا عدد الوفيات المسجلة بها.

ومن جهة أخرى وهناك في قاعة الانتظار، يجلس عشرات المواطنين سواء المسنين وحتى الشباب الذين توافدوا للمركز من أجل أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، وسط إجراءات تنظيمية محكمة وبإشراف أطباء ومختصين.، مدة الانتظار تكون حسب دور كل مواطن.

“التطعيم حماية لنا والأرقام الأخيرة المسجلة زادت من الرعب في نفوسنا”

وأجمع المواطنون الذين تحدثت إليهم “الإخبارية” عبر ثلاثة فضاءات مخصصة للتلقيح على مستوى بلديات وسط العاصمة، أن التلقيح هو الذي سيساهم في كسب مناعة جماعية كبيرة وإيقاف انتشار الوباء، لاسيما أمام الأرقام المخيفة التي تسجلها يوميا الجزائر في الفترة الأخيرة.

وفي هذا السياق، يقول أحد المسنين، “جأت اليوم من أجل تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، خوفا من الإصابة بالكورونا، خاصة وأني مصاب بمرض مزمن مما يتطلب مني أخذ هذا اللقاح في أقرب الوقت، أمام الارتفاع الكبير في عدد الوفيات في الفترة الأخيرة”، وفي السياق، تؤكد سيدة في العقد الرابع في العمر، كانت تبدو عليها ملامح الخوف والترقب، التقتها “الإخبارية” على مستوى مركز التطعيم المتواجد في ساحة الشهداء بالعاصمة، تقول” تخوفت في البداية من التلقيح لكني اقتنعت بضرورة تلقيه لأن الآمر يزداد سوءا وتعقيدا، والتلقيح سيحمينا من الأسوأ أن شاء الله…”

ومن جهة أخرى، وقفت”الإخبارية” عند فئة الشباب التي كانت حاضرة بقوة على مستوى مراكز التطعيم السالفة الذكر، حيث أكد بعض الشباب الذين تحدثوا ألينا، أن المستجدات الأخيرة التي عرفها الوباء وإصابة العديد من الشباب به، جعلنا نتراجع عن رفضنا وخوفنا من التطعيم، أخذنا رقم الانتظار الخاص بنا وكما تلاحظين نحن ننتظر دورنا..”

وعلى عكس الأشهر الماضية، أين كان الأقبال على التلقيح يقتصر على كباري السن وأصحاب الأمراض المزمنة، أما حاليا فحتى فئة الشباب قصدت المراكز من أجل التطعيم، باعتبار أن العديد منهم أصيبوا بالفيروس وفي بعض الأحيان بتعقيدات استدعت تنقلهم إلى المستشفيات”-يقول أحد الشباب الذي التقته ” الإخبارية” بمركز ” التلقيح بساحة أول ماي”.

 

مناوشات بسبب الضغط استدعت التدخل

وأكد مسؤولو من دكاترة ومختصين ومدراء هذه المراكز الخاصة بالتطعيم، في تصريحاتهم ل” الإخبارية” على أن العملية تسير وفق تنظيم محكم وجيد، منذ بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا خلال الشهر الفارط، لكن في الفترة الأخيرة وخلال اليومين الأخيرة شهدت هذه المراكز ” ضغط رهيبا” بالنظر للإعداد الكبيرة التي تتوافد إليها يوميا منذ الساعات الأولى من الصباح من أجل التطعيم”، مشيرين إلى أن هذا الضغط ولد بعض الصور ” التي تعد على الأصابع” من قلق وشجار بسبب الانتظار”.

ووقفت” الإخبارية”، عند الضغط الكبير الذي يشهده مركز التطعيم بالكيتاني بباب الوادي، حيث رفض احد الوافدين للمركز الانتظار ودخل في شجار ومناوشات مع أعوان الاستقبال، ما استدعى التدخل من اجل التكفل بهذا المشكل في الوقت المناسب.

ومن جهة أخرى، أرجع المسؤولون هذا الضغط الذي تواجهه هذه المراكز إلى الإقبال الكبير من المواطنين، بسبب الخوف من الإصابة بالفيروس، خاصة أمام “تشبع” المستشفيات بالنظر للإصابات المتزايدة في الفترة الأخيرة بالجزائر.

وأكد محدثونا، أن الأرقام تضاعفت في الفترة الأخيرة، ونستقبل يوميا ميئات الأعداد من المواطنين الراغبين في تلقي اللقاح للحد من انتشار الوباء كورونا كوفيد 19.

التلقيح وحده لا يكفي ولابد من التقيد الصارم للإجراءات الوقائية

وأكدت الدكتورة سامية، مسؤولة مركز التلقيح بساحة أول ماي بالعاصمة، خلال حديثها ل” الإخبارية” اليوم، الأحد ، أن المركز سجل ارتفاع قياسي في عدد الوافدين إليه الراغبين في التلقيح، مؤكدة في تصريح ل” الإخبارية”، أن الهدف الذي نسعى إليه هو كسب أكبر نسبة من التلقيح وكسر عدوى الانتشار الذي تشهده البلاد بوباء كورونا المستجد.

وأضافت المتحدثة ذاتها، أن التلقيح وحده لا يحد من انتشار الكورونا، وإنما لابد من التقيد الصارم لتطبيق الإجراءات الوقائية، خاصة ارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن والفضاءات المغلقة وكذا الفضاءات العمومية التي يكثر في المواطنين والحركة.

ولم تستبعد المسؤولة ذاتها، تضاعف الإقبال على التطعيم خلال الأيام المقبلة مع تزايد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في الفترة الأخيرة، وذلك بالنظر إلى الأعداد المرتفعة المسجلة في الفترة الأخيرة بالفيروس كورونا كوفيد 19، وكذا التوعية والتحسيس التي أطلقتها مختلف القنوات التلفزيونية وحتى التلفزيون العمومي بشعار” التلقيح حماية لنا”، وثمنت المتحدثة ذاتها، ما أسمته” الوعي الكبير” الذي تميز به الجزائريون في الفترة الأخيرة بضرورة التطعيم من أجل الوقاية. وكبح انتشار الوباء كورونا كوفيد 19.

مخاوف الإصابات وضغط المستشفيات يبقي على خيار التطعيم

وأفاد مسؤول مركز التطعيم على مستوى ساحة الشهداء، أنه ” تفاجأ خلال اليومين الماضيين من الإقبال الذي شهده المركز، مشيرا إلى” أنه مرتاح لهذا الوعي الكبير الذي وصل إليه الشعب الجزائري”، قائلا” هناك استجابة مهمة وواسعة على الحملة الوطنية للتلقيح، والتي ستستمر إلى غاية كسب أكبر عدد ممكن من المناعة الجماعية”.
وأشاد المسئولون، في هذا السياق، على مستوى المراكز التي زارتها” الإخبارية”، اليوم، الأحد، بتقريب وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وتسهيل عملية التلقيح للمواطن من خلال فتح عديد الفضاءات بولايات الجمهورية، ما يمكن من تلقيح اكبر عدد ممكن من السكان، وبالتالي الحد من انتشار العدوى لاسيما أمام ظهور السلالات الجديدة التي أصبح اشد خطورة من سابقتها. “

ويأتي هذا الإصرار في تلقيح أكبر عدد ممكن من سكان الجزائر، في الوقت الذي سجلت فيه الجزائر أرقام مقلقة ومرعبة في عدد الإصابات يقابله عدد الوفيات في الفترة الأخيرة ما تسبب في هلع ورعب لدى المواطنين، حسب ما أكده مسؤولو المراكز في تصريحاتهم ل ” الإخبارية”..

وفي ردهم عن سؤال “الإخبارية”، بخصوص ما إذا تم تسجيل “مضاعفات” عند الملقحين على مستوى هذه المراكز وغيرها، أكد مسؤولو هذه الفضاءات المفتوحة للتطعيم التي زارتها، اليوم، “الإخبارية”، أن لا وجود لأية مضاعفات تذكر باستثناء بعض الحمى الخفيفة التي قد تصيب الملقحين.

وفي السياق، دعا، محدثونا، المواطنين إلى عدم الانسياق وتصديق ما أسموها” الإشاعات” التي يروج إليها بعض الأشخاص بخصوص المضاعفات التي قد تنجم عن التطعيم، مؤكدين، أن” لا خيار لنا ولا بديل عن التطعيم للحد من كبح انتشار الوباء كورونا كوفيد 19، مرفوق بالتطبيق الصارم لكل الإجراءات الوقائية لاسيما ما تعلق بارتداء الكمامات، التباعد الجسدي، والمحافظة على النظافة والتعقيم باستمرار.

وأشاد المسؤولون ذاتهم، إلى الدور الكبير الذي قام به الأئمة يوم الجمعة خلال صلاة الجمعة، بدعوتهم المصلين كافة إلى التطعيم للحد من انتشار الوباء، وقال الدكتور سمير بمركز التلقيح بالكتاني، في تصريح ل” الإخبارية”، أن أغلبية المواطنين الذين استقبلهم المركز، أمس السبت، أكدوا أنهم تأثروا كثيرا بسماع خطبة الجمعة التي خصصت للتوعية بخطورة الوضع الحالي وكذا ضرورة التطعيم.
ورجح محدثنا، أن يتضاعف عدد الراغبين في التلقيح خلال الأيام القادمة، لاسيما وأن الخبراء يشددون عليه، بالنظر لخطورة الوضع الحالي، أمام تزايد عدد الإصابات اليومية وحتى الوفيات أيضا، ما يتطلب الحيطة والحذر، مشيرا إلى أن التطعيم وتطبيق الإجراءات الوقائية سيساهم في الحد من انتشار الفيروس.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top