السبت 20 أبريل 2024

في ذكرى الزيارة الرسمية للزعيم كيم إيل سونغ للجزائر.. صديقٌ حقيقيٌ لا يُنسَى

ⓒ 1

أصبح في حكم المُؤكَّد عند عوام الناس أن العلاقات بين الدول تنطلق من مصالحها السياسية أو الاقتصادية. إلاّ أنه خلافا لذلك، هناك رجلٌ قدم مساعدات صادقة للشعب الجزائري.

إذا عُدْنا بذاكرتنا إلى الماضي، فنرى أن عددا قليلا من البلدان قدم دعما صادقا إلى الشعب الجزائري الذي خاض غمار النضال الدامي الشاق بقيادة جبهة التحرر الوطني ضد قوى العدوان الخارجية، بينما وقفت بعض البلدان إلى جانب القوى العدوانية لتحريضها على قمع نضال الشعب الجزائري.

في ذلك الحين الذي كان فيه يعاني الشعب الجزائري صعوبات في نضالهم من أجل التحرر الوطني لمدة ثماني سنوات، كان هناك رجل قدم تأييدا ونصرة مطلقين له، ألا وهو الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994) رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الشرق الأقصى.

عندما قامت حكومة مؤقتة في الجزائر عام 1958، في وقت كان فيه يدور رحى حرب التحرر الوطني، حرص الرئيس كيم إيل سونغ على أن تعترف بها الحكومة الكورية بالأول وقبل أي دولة أخرى في العالم، وتقيم معها العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء. وهذه الخطوة لم تكن من النوع الذي يمكن لأي حكومة أن تتخذها بالسهولة، طالما أن آفاق الجزائر الجديدة ما زالت مبهمة والشعب الجزائري يحارب القوى الإمبريالية العاتية وجها لوجه.

بعد نيل التحرر الوطني، زار قادة الجزائر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ليستمعوا إلى آراء الرئيس كيم إيل سونغ حول مسائل مطروحة في بناء الدولة، والتي هي عبارة عن تجارب كوريا مذيلةً برؤية قيمة من رجل دولة بارز معترف به على الصعيد العالمي، أسهمت بقسط وافر في بناء النظام السياسي والاقتصادي في الجزائر بما يتفق مع واقع البلاد ومصالح الشعب.
قبل 46 سنة من الآن، أي في أواخر ماي عام 1975، قام الرئيس كيم إيل سونغ بزيارته إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مما سجل صفحة خاصة من تاريخ الدعم والتشجيع الكوري للشعب الجزائري الذي انطلق إلى بناء المجتمع الجديد المستقل.

بما أن الجزائر اشتهرت بكثرة معالم سياحية للاستراحة ذات المناظر الطبيعية الجميلة مثل بحر من الرمل، المسمى بإحدى المعجزات السبع من المناظر الطبيعية الشهيرة، فيقبل عليها السياح، إلا أن الرئيس كيم إيل سونغ بذل عصارة جهده وطاقته ليطلع على مجريات بناء المجتمع الجديد في الجزائر ويقدم العون والمساعدة لهذا البلد دون أن يتمتع بالاستراحة. فخلال أيام إقامته في هذا البلد، زار مصنع السيارات وقرية ريفية في موجايه وجامعة الجزائر ومعهد الوقود والصناعة الكيميائية وغيرها من أماكن أخرى.

في كلمة ألقاها في جامعة الجزائر، شرح بالتفصيل، حول فكرة زوتشيه وتجارب كوريا في بناء المجتمع الجديد وبالأخص، تجربتها في حل مسألة تأهيل الكوادر الوطنيين بالخبرة المحلية، وعند زيارته للمنطقة الريفية في موجايه، أعرب لقادة الجزائر الذين عملوا على تأسيس نوع جديد من تعاونية الخدمات الزراعية عن تأييده لسياستهم قائلا إنها فكرة رائعة جداً. وفي خطابه في المهرجان الجماهيري، تطرق إلى تجارب كوريا التي يمكن أن تكون مفيدة لتحقيق الشعب الجزائري استقلاله السياسي والاقتصادي.

ففي ذلك الحين، رحب الشعب الجزائري بزيارة الرئيس كيم إيل سونغ لبلده ترحيبا حارا. حيث احتشد أكثر من 600 ألف نسمة من الجمهور على امتداد الطريق البالغ لـ16 كيلومترا من المطار، في سابقة وهي الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر. منحته جامعة الجزائر لقب الدكتوراه الفخري، ومدينة الجزائر لقب المواطن الفخري للمدينة.

لقد مضت عشرات السنين على الزيارة، ولكن عددا كبيرا من الجزائريين ما زالوا يتذكرون تلك الأيام التي أحاطوا فيها الرئيس كيم إيل سونغ بالترحاب.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top