الخميس 25 أبريل 2024

قطع دابر فرنسا

ⓒ ZEHAR
كاتب صحفي

انتشى الجزائريون من الوطنيين الشرفاء مع اندلاع الحراك الشعبي قبل عامين بمقولة رومانسية للغاية تتعلق بقطع دابر فرنسا في ظل الخطاب الوطني العالي لقيادة الجيش آنذاك .. وكان المؤمل أن يبدأ قطع الدابر الفرنسي بقطع الغاز والبترول عن “العدو التاريخي” فرنسا.. حتى يستمتع الجزائريون برؤية الفرنسيس وهم يمضون الشتاء على الحطب.. لكن تسارعت الأحداث في الجزائر وانقلبت المعادلات بسرعة ونسي الجزائريون أحلامهم السعيدة تلك.. إلى أن استعادتها مؤخرا بعد تصريحات ماكرون الصادمة والمهينة للدولة والأمة الجزائرية .. فلقد استبشر عشاق “قطع الدابر” باستدعاء السفير من باريس وإغلاق الأجواء عن الطائرات العسكرية الفرنسية كتمهيد لقرارات ثورية قادمة ستكون بمثابة نهاية النفوذ الفرنسي بالجزائر .. وتجسيدا لنوستالجيا قطع الدابر الفرنسي التي تهدهد أحلام الكثيرين.

الفايدة :

أن قطع دابر فرنسا في الجزائر لا يمكن أن يتأتى دون أن يكون هنالك قرار سياسي واضح من الدولة الجزائرية .. تكون فيه دوائر الحكم وصنع القرار قد اتخذت قرارها النهائي بإحداث القطيعة مع المنتوج الثقافي والفكري والسياسي وحتى الاقتصادي للمستعمر القديم.. وهذا لن يحدث إلا إذا كانت إرادة استرجاع السيادة قد استكملت بقرار قطع دابر أذناب فرنسا في الحكم .

والحاصول :

أن أذناب فرنسا في الجزائر .. داخل الأجهزة الحاكمة وداخل المعارضة وفي المؤسسات المختلفة.. هو الدابر الذي يجب قطعه اليوم قبل الغد.. وعندها سوف تصبح حكايات رؤية الفرنسيس في طوابير أمام محطات البنزين أو وهم يقتطعون الحطب للتدفئة ستكون تحصيل حاصل.. شريطة أن نكون قد حققنا حينها استقلالنا الاقتصادي وضمنا للشعب المأكل والملبس والدواء.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top