الخميس 25 أبريل 2024

نخب “النُّص نُص” العربية

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

تابعتُ البيانَ الإنشائي الذي أطلقه 244 مثقفا وحقوقيا وناشطا مغاربيا بعنوان “نداء إلى العقل” موجه للمغرب والجزائر بعد قطع العلاقات.. بهدف إعمال العقل والحكمة وضبط النفس من أجل تجاوز الأزمة ببن البلدين بعيدا عن التصعيد.. وبغض النظر عن النوايا الطيبة والعبارات المنمقة التي تضمنها البيان.. إلا أنني وجدته فارغا من أي مضمون أو موقف واضح من الأخطاء والخطايا المغربية الخطيرة والفاضحة والتي لا يمكن لأي مثقف حقيقي أو حقوقي أو ناشط منصف أن يتجاوزها أو يغض الطرف عنها بدعوى الدعوة للصلح وإحكام العقل.. الأمر الذي يحيلنا إلى تساؤلات بديهية عن موقف هؤلاء المثقفين، مثلا، من دعوات التقسيم في المنطقة والعلاقات مع الكيان الصهيوني .. وهل يمكن لهذه المجاميع الثقافية والحقوقية أن تدين التطببع واستجلاب الكيان الغاصب إلى المنطقة المغاربية للاستقواء به؟!.

الفايدة :

إن دعوات الحكمة والتعقل مطلوبة بين الأشقاء.. لكن ليس على حساب الحقيقة والحق.. ففي مثل الحالة الجزائرية المغربية .. لا يمكن للمثقف الحقيقي أن يكون محايدا.. فإما أنه مع الحق وضد التطبيع والتآمر على الأمة ووحدتها الترابية، أو أنه مع الباطل والخيانة وليس هنالك منطقة وسطى بينهما.

والحاصول :

إن كثيرا من النخب (النُّص نُص) العربية من مختلف التيارات بما في ذلك من الإسلاميين أنفسهم.. انخرطوا، مع الأسف، في لعبة وسخة تنحو باتجاه خلق الأعذار للمخزن أو حتى دعمه صراحة في أزمته ضد الجزائر .. على الرغم من أن هذه النخب المهترئة صدعت رؤوسنا طويلا برفضها التاريخي لكل أشكال التطببع مع الصهاينة.. وقد رأينا كيف كانت ردة فعل تلك النخب حيال التطببع الإماراتي والبحريني مثلا.. قبل أن ينقلبوا إلى شهود زور مع التطبيع المخزني.. ويصبحوا بين ليلة وضحاها جهابذة التعقّل والحكمة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top