الجمعة 19 أبريل 2024

نهاية فرنسا قيامة للجزائر

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

المصيبة الكبرى التي أصابت فرنسا هذه الأيام الأخيرة، بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية بقيمة خيالية تصل الى حوالي 60 مليار دولار، وما خلفته من أزمة دبلوماسية كبيرة بين باريس والمحور الجديد الصاعد بريطانيا أمريكا وأستراليا على حسابها، يحتاج أن يحظى بالاهتمام اللازم منا في الجزائر، باعتبار أن “الصفعة” التي تلقتها فرنسا بعد إلغاء أضخم صفقة عسكرية في تاريخها، تتجاوز الحدود الاقتصادية وتأثيراتها المدمرة على الاقتصاد الفرنسي، إلى جوانب استراتيجية غاية في الأهمية، تشير كلها إلى اقتراب نهاية النفوذ الفرنسي التقليدي في العالم، خاصة بعد الصفعة التي تلقتها من قبل إثر هزيمتها وانسحابها المذل من منطقة الساحل والصحراء، وقرار واشنطن الاعتماد على أستراليا بدل فرنسا، عبر تزويدها بغواصات نووية (بدل غواصات فرنسية تقليدية)، لمواجهة الصين إلى جانب بريطانيا في المحيط الهادي.

الفايدة :

أن أفول نجم فرنسا الاستعمارية التي امتصت دماء وخيرات إفريقيا عموما والجزائر على وجه الخصوص، هو خبر مفرح لكل الأحرار والشرفاء عندنا وكامل القارة السمراء، لأن ذلك سيكون بداية مرحلة جديدة يمكن للجزائر لو استثمرت ما تمتلكه من مقدرات وإمكانيات أن تتخلص نهائيا من التبعية والابتزاز الفرنسي، وربما تكون القوة الصاعدة في منطقة المتوسط كما حدث مع أستراليا في المحيط الهادي.

والحاصول:

يمكن للجزائر أن تتخلص نهائيا من القيد الفرنسي الذي يكبلها، لو استغلت المتغيرات الدولية الحالية لصالحها، ومن يدري فقد تقرر روسيا بوتين أن تتعامل مع الجزائر حليفها الاستراتيجي في المتوسط، كما تعاملت واشنطن مع أستراليا، لتنتقل مباشرة من دائرة الدولة الإقليمية إلى الدولة النووية التي يحسب لها العالم ألف حساب.. لكن بشرط واحد ووحيد هو تحييد عملاء وأزلام فرنسا داخل الجزائر، وهو ما لا يمكن الجزم به، لأن فرنسا تعلم أن خسارتها للجزائر هي أكبر من خسارة الساحل والصحراء أو خسارة صفقة الغواصات الاسترالية، وأن خسارتها للجزائر تعني شيئا واحدا، نهاية فرنسا هي قيامة جديدة للجزائر العظيمة سيدة المتوسط كما كانت قبل قرون.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top